علي(عليه السلام) كان يصّر دائما على أن يكون زعيما، يصّر دائما على أن يكون هو الأحق بالزعامة، علي الذي يتألم، الذي يتحّسر أنه لم يصبح زعيما بعد محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) الذي يقول: لقد تقمصها أبن أبي قحافة وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى، في غمرة هذا الألم، في غمرة هذه الحساسية ليست لنفسه، أن كل هذا العمل وكل هذا الجهد، ليس لأجل نفسه بل من أجل الإسلام، وكذلك كان يربي أصحابه على أنهم أصحاب تلك الأهداف الكبيرة، لا أصحاب زعامته وشخصه، وقد انتصر علي(عليه السلام) انتصارا عظيما في كلتا الحالتين.