[b]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين محمد المصطفى وعلى أهل البيت
الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، وانزل فيهم آيات كثيرة من القرآن الحكيم.
» سورة الفاتحة
وفيها: آية واحدة
(اهدنا الصراط المستقيم)
روى الحافظ الكبير، عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني الحذّاء (الحنفي) النيسابوري، من أعلام القرن الخامس الهجري، في كتابه (شواهد التنزيل، لقواعد التفضيل في الآيات النازلة في أهل البيت):
روى قال: أخبرنا الحاكم الوالد أبو محمد عبد الله بن أحمد (بإسناده المذكور) عن أبى بريدة في قول الله: (اهدنا الصراط المستقيم).
قال: صراط محمد وآله "
وروى هو أيضاً قال: أخبرنا عقيل بن الحسين الفسوي (بإسناده المذكور) عن سفيان الثوري، عن أسباط ومجاهد، عن ابن عباس في قول الله تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم).
قال: يقول: قولوا معاشر العباد: اهدنا إلى حب النبي وأهل بيته.
» سورة البقرة
وفيها ثمانية عشرة آية:
(1 - 2) (هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب) 2 - 3.
(3) (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الْصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَار... ) 25.
(4) (فتلقى آدم من ربه كلمات) 37.
(5) (وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) 57.
(6) (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية) 58.
(7) (وإذ استسقى موسى لقومه) 60.
(8) (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات) 124.
(9) (وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وِإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ) 136.
(10) (أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإسْمَاعِيلَ وَإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى) 140.
(11) (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً) 143.
(12) (فاستبقوا الخيرات) 148.
(13) (ولنبلونكم بشيء من الخوف) 155.
(14) (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) 208.
(15) (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض) 253.
(16) (فقد استمسك بالعروة الوثقى) 256.
(17) (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه) 258.
(18) (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) 269.
(هُدىً لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) البقرة: 2 - 3.
روى الحافظ سليمان (القندوزي) الحنفي، بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخل جندل بن جنادة بن جبير اليهودي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسأله عن أشياء، وإسلامه على يد النبي (صلى الله عليه وآله) - في حديث طويل - إلى أن سأل النبي عن أوصيائه، فعدّهم النبي (صلى الله عليه وآله) له - إلى أن قال (صلى الله عليه وآله):
(فبعده ابنه محمد، يدعى بالمهدي والقائم والحجة، فيغيب ثم يخرج، فإذا خرج يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، طوبى للصابرين في غيبته، وطوبى للمقيمين على محبتهم، أولئك الذين وصفهم الله في كتابه، وقال: (هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب)...). إلى آخر الحديث.
(وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الْصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيَها أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) البقرة: 25.
أخرج علامة (الحنفية) الحافظ عبيد الله المعروف بالحاكم الحسكاني (بسنده المذكور) عن ابن عباس قال: مما نزل من القرآن خاصة في رسول الله وعلى أهل بيته من سورة البقرة (وبشر الذين آمنوا..).
(أقول): الاختصاص هنا معناه أكمل الأفراد، أو أوّل الأفراد، ولا ينافي ذلك عموم الآية لسائر المؤمنين.
(فَتَلَّقى آَدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) البقرة: 37.
روى العلامة السيد هاشم البحراني، عن النظيري في (الخصائص) قال ابن عباس: لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس فقال: (الحمد لله) فقال له ربه: (يرحمك ربك) فلما سجد له الملائكة تداخله العجب فقال: يا رب خلقت خلقاً هو أحب إليك منى؟ قال: نعم ولولاهم ما خلقتك، قال: يا رب فأدنهم؟ فأوحى الله عز وجل إلى ملائكة الحجب أن ارفعوا الحجب، فلما رفعت إذا آدم بخمسة أشباح قدام العرش، قال: يا رب من هؤلاء؟ قال: يا آدم هذا محمد نبيّي وهذا علي أمير المؤمنين ابن عم نبيّي ووصيه، وهذه فاطمة بنت نبيّي وهذان الحسن والحسين ابنا علي وولدا نبيّي ثم قال: يا آدم هم ولدك، ففرح بذلك، فلما اقترف الخطيئة قال: يا رب أسألك بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين لما غفرت لي، فغفر الله له، فهذا الذي قال الله تعالى: (فتلقى آدم من ربه كلمات) إن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه (اللهم بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي) فتاب الله عليه.
(وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) البقرة: 57.
روى الحافظ الحنفي سليمان القندوزي بسنده عن أبي جعفر الباقر (رضي الله عنه) في تفسير هذه الآية: (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون).
قال: فالله جل شأنه، وعظم سلطانه، ودام كبرياؤه، أعز وأرفع وأقدس من أن يعرض له ظلم، ولكن أدخل ذاته الأقدس فينا أهل البيت، فجعل ظلمنا ظلمه فقال: (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون).
(وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا البَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) البقرة: 58.
روى (الفقيه الشافعي) جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (السيوطي) في تفسيره، عند قوله تعالى: (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم)
قال: وأخرج ابن أبي شيبة عن علي قال: (إنما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح، وكباب حطة).
(وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَومِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانَفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً) البقرة: 60.
روى العلامة البحراني، عن أبي الحسن الفقيه محمد بن علي بن شاذان، في (المناقب المائة) من طريق العامة، بحذف الإسناد، عن ابن عباس، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (معاشر الناس من سره أن يقتدي بي فعليه أن يتوالى ولاية علي بن أبي طالب، والأئمة من ذريتي فإنهم خزان علمي).
فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله ما عدة الأئمة؟
قال (صلى الله عليه وآله): (يا جابر سألتني رحمك الله عن الإسلام بأجمعه) إلى أن قال (صلى الله عليه وآله): (وعدتهم عدة العيون التي انفجرت لموسى بن عمران، حين ضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً..).
(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلمَاتٍ فَأَتَمُّهُنَّ) البقرة: 124.
روى الحافظ القندوزي (الحنفي) بإسناده عن المفضل، قال: سألت جعفر الصادق (رضي الله عنه) عن قوله عز وجل: (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات..).
قال: هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه، وهو أنه قال: (يا رب أسألك بحق محمد، وعلي، وفاطمة، والحسن والحسين إلاّ تبت علي). (فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم).
فقلت له: يا بن رسول الله فما يعني بقوله: (فأتمهن)؟
قال: (يعني: أتمهن إلى القائم المهدي، اثني عشر إماماً، تسعة من الحسين).
(وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وِإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ) البقرة: 136.
أخرج المؤرخ الكبير (ابن الأثير) في (أسد الغابة) بسنده المذكورة عن العلي بن مرة، قال: خرجنا مع النبي (صلى الله عليه وآله) إلى طعام دُعينا إليه فإذا حسين يلعب بالسكة، فتقدم النبي (صلى الله عليه وآله) وبسط يده فجعل الغلام يفر من ها هنا، وهاهنا، ويضاحكه النبي (صلى الله عليه وآله) حتى أخذه فجعل إحدى يديه تحت ذقنه والأخرى في فأس رأسه، فقلبه وقال: (حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط).
(أقول): هنا ملاحظتان:
(الأولى): بما أن الآية مكررة في القرآن، ولفظة (الأسباط) تكررت في القرآن، يقتضي ذلك أن نكرر ذكر قولة النبي (صلى الله عليه وآله): (حسين سبط من الأسباط) لأن الحسين (عليه السلام) إذا كان أحد الأسباط، فكلما كررت الكلمة في القرآن، كلما كان الحسين مشمولاً لها.
ولذا، فإنّا فعلنا ذلك، وكررنا ذكر الحديث النبوي، بعدد تكرار الكلمة في القرآن هنا، وفي سورتي (آل عمران) و(النساء).
(الملاحظة الثانية): الأسباط الذين كانوا في (بني إسرائيل) لم يكونوا أنبياء، وإنما كانوا بمنزلة الأنبياء، فكلمة (أنزل) إنما هو بمعنى الوحي، ولكن (الوحي) ليس كله شيئاً واحداً، وعلى نسق واحد، فالوحي يكون للنبي، ويكون للرسول، ويكون لغيرهما أيضاً من الأئمة والصالحين، ويكون للملائكة، ويكون لغيرهم أيضاً.
فذكر الآية في الحسين (عليه السلام) - بدليل الحديث النبوي الشريف - ليس معناه أن الحسين نبي، وإنما معناه أن الحسين أنزل إليه من الله تعالى شيء، لكن لا كما ينزل إلى الأنبياء. ولتوضيح المقام نذكر بعض آيات الوحي بالنسبة إلى غير الأنبياء.
(وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ).
(فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً).
(وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي).
(إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى).
(وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ).
(إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى).
فماذا يمنع أن يوحى إلى الحسين - بهذه المعاني أو ما شابهها - كما أوحي إلى الحواريين، وأم موسى؟
ولا شك أن الحسين أفضل عند الله منزلة، وأقرب جاهاً من الحواريين، ومن أم موسى، ونحوهم.
(أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإسْمَاعِيلَ وَإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى) البقرة: 140.
أخرج إمام أهل السنة، في أحد الصحاح الستة وهو (ابن ماجة) في كتابه الصحيح المسمى بـ(سنن ابن ماجة) بسنده المذكور عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (حسين سبط من الأسباط).
وأخرجه صاحب (تهذيب الكمال) أيض.
(أقول): لا مانع أن يكون الحسين (عليه السلام) مشمولاً للآيات الكريمات التي ذكرت كلمة (الأسباط) بعدما تفوّه من قال الله عنه: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَ وَحْيٌ يُوحَى) بأنه سبط من الأسباط، فإن لم يكن بالتنزيل، فبالتأويل.
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أَمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) البقرة: 143.
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد الصوفي (بإسناده المذكور) عن سليم بن قيس، عن علي قال: (إن الله إيّانا عنى بقوله تعالى: (لتكونوا شهداء على الناس) فرسول الله شاهد علينا، ونحن شهداء عن الناس، وحجته في أرضه، ونحن الذين قال الله جل اسمه: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً)).
(أقول): قوله (إيانا) يعني: نحن أهل البيت، كما يدل عليه نظائر كثيرة له في مختلف الكتب، وكتب الأحاديث.
ولا يخفى أن تقديم (لتكونوا شهداء على الناس) مع كونه متأخراً ذكره في القرآن، لعله من بعض الرواة، أو الكتاب الناقل عنهم.
(فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً) البقرة: 148.
روى الحافظ القندوزي (الحنفي) عن الإمام جعفر الصادق (رضي الله عنه) في قول الله عز وجل: (فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعاً).
قال: (يعني: أصحاب (القائم) الثلاثمائة وبضعة عشر، وهم والله (الأمة المعدودة)، يجتمعون في ساعة واحدة، كقزع الخريف).
(أقول): قزع الخريف، يعني: كسرعة مطر الخريف، فقزع هو كل ما خف وأسرع، والخريف يقال لمطر الخريف أيضاً، أي كما أن مطر الخريف خفيف وسريع، كذلك أصحاب (القائم) يجتمعون إليه بخفة وسرعة شديدتين، كخفة وسرعة مطر الخريف.
(وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) البقرة: 155.
روى الحافظ القندوزي (الحنفي) في قول الله تعالى في سورة البقرة: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين..) عن محمد بن مسلم عن جعفر الصادق (رضي الله عنه) قال: (إن قدام (القائم) علامات بلوى من الله للمؤمنين).
قلت: وما هي؟
قال: (هذه الآية، قال تعالى: (ولنبلونكم بشيء من الخوف..) من تلفهم بالأسقام.
(والجوع) بغلاء أسعارهم.
(ونقص الأموال) بالقحط.
(والأنفس) بموت ذائع.
(والثمرات) بعدم المطر.
(وبشر الصابرين) عند ذلك.
ثم قال: يا محمد، هذا تأويله: (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ)، ونحن الراسخون في العلم).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) البقرة: 208.
روى العلامة البحراني، قال: روى الأصفهاني (يعني: أبا الفرج) الأموي في معنى الآية من عدة طرق إلى علي أنه قال: (ولايتنا أهل البيت).
(تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللهُ - إلى قوله تعالى - وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَآءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) البقرة: 253.
روى العلامة البحراني، عن ابن أبي الحديد - في شرح نهج البلاغة - بإسناده المذكور عن الأصبغ بن نباته، قال: جاء رجل إلى علي (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين هؤلاء القوم الذين نقاتلهم، الدعوة واحدة، والرسول واحد، والصلاة واحدة، والحج واحد، فماذا نُسميهم؟
فقال: (سمهم بما سماهم الله في كتابه).
قال: وما كل ما في الكتاب أعلمه.
قال: (أما سمعت الله تعالى قال: (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله - إلى قوله - ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر). فلما وقع الاختلاف، كنا نحن أولى بالله، وبالكتاب، وبالنبي (صلى الله عليه وآله) وبالحق، فنحن الذين آمنوا، وهم الذين كفروا، وشاء الله قتالهم، نقاتلهم بمشيئة الله وإرادته).
(أقول): إنما ذكرنا هذه الآية، وهذا الحديث في هذا الكتاب (أهل البيت في القرآن) لأن ظاهر قوله (عليه السلام): (نحن، أنا، كنا) ونحوها، أنهم بما هم أوصياء الرسول، وعترة النبي (صلى الله عليه وآله) الشاملة لبقية الأئمة من أهل البيت.
فنفس الحكم جاء في قتال ولده الحسن مع معاوية، وفي قتال ولده الحسين مع يزيد بن معاوية، وهكذا..
فالحسن وأصحابه، والحسين وأصحابه هم الذين آمنوا، ومعاوية وأصحابه، ويزيد وأصحابه هم الذين كفروا.
(فَمَن يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انِفصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) البقرة: 256.
روى العلامة البحراني، عن أبي الحسن الفقيه محمد بن علي بن شاذان في (المناقب المائة) من طريق العامة بحذف الإسناد عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
(معاشر الناس! اعلموا أن لله تعالى باباً من دخله أمن من النار ومن الفزع الأكبر).
فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال: يا رسول الله اهدنا لهذا الباب حتى نعرفه.
قال (صلى الله عليه وآله): (هو علي بن أبي طالب سيد الوصيين، وأمير المؤمنين، وأخو رسول رب العالمين، وخليفة الله على الناس أجمعين.
معاشر الناس! من أحب أن يتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها فليتمسك بولاية علي بن أبي طالب، فولايته ولايتي، وطاعته طاعتي.
معاشر الناس! من أحب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب.
معاشر الناس! من سره ليقتدي بي فعليه أن يتوالى ولاية علي بن أبي طالب والأئمة من ذريتي فإنهم خزان علمي).
(آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَاَنَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) البقرة: 285.
أخرج العالم الشافعي محمد بن إبراهيم (الحمويني) بأسانيده المذكورة المتعددة عن أبي سلمى داعي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ليلة أسري بي إلى السماء قال لي الجليل جل جلاله: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه).
قلت: (والمؤمنون)
قال: صدقت يا محمد.
وقال: من خلفت في أمتك؟
قلت: خيرها.
قال: علي بن أبي طالب؟
قلت: نعم يا رب
قال: يا محمد إني اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها وشققت لك اسماً من أسمائي فلا أذكر في موضع إلا ذكرتَ معي، فأنا المحمود وأنت محمد (ثم) اطلعت الثانية فاخترت منها علياً وشققت له اسماً من أسمائي، فأنا الأعلى وهو علي.
يا محمد: إني خلقتك وخلقت علياً وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده، من شبح نوري، وعرضت ولايتكم على أهل السماوات وأهل الأرض فمن قبلها كان عندي من المؤمنين، ومن جحدها كان عندي من الكافرين.
يا محمد: لو أن عبداً من عبيدي عبدني حتى يتقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحداً لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم.
يا محمد: أتحب أن تراهم؟
قلت: نعم
فقال لي: التفت عن يمين العرش
فالتفت فإذا بعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والمهدي في ضحضاح من نور قياماً يصلون وهو في وسطهم - يعني المهدي - كأنه كوكب دُرّي.
قال: ( يا محمد هؤلاء الحجج وهو القائد من عترتك، وعزتي وجلالي انه الحجة الواجبة لأوليائي، والمنتقم من أعدائي).
وأخرجه بتفاوت يسير في بعض الألفاظ عديد من الأعلام:
مثل الإمام أخطب خطباء خوارزم موفق بن أحمد (الحنفي) في كتاب المقتل.
والحافظ الحنفي سليمان القندوزي في ينابيعه وغيرهما.
(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) البقرة: 269.
روى الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) قال: وفي مسند أحمد (إمام الحنابلة) بسنده عن حميد بن عبد الله، قال: إنه ذكر عند النبي (صلى الله عليه وآله) قضاء قضى به علي بن أبي طالب، فأعجب وقال (صلى الله عليه وآله): (الحمد لله الذي جعل الحكمة فينا أهل البيت
اهل البيت (عليهم السلام) في القرآن
:: سورة آل عمران :: وفيها عشر آيات:
1) (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) 7.
(2) (إن الله اصطفى آدم ونوحاً) 33.
(3) (فمن حاجَّك فيه من بعدما جاءك من العلم) 61.
(4) (وله أسلم من في السماوات والأرض) 83.
(5) (وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيم وِإسْماعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأْسْبَاطِ) 84.
(6) (ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم) 101.
(7) (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) 103.
(8) (وليمحّص الله الذين آمنوا) 141.
(9) (لتبلونّ في أموالكم وأنفسكم) 186.
(10) (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا) 200.