الانهيار الثالث لام البنين سلام الله عليها

بسم الله الرحمن الرحيم
وصل اللهم على محمد وآله الطيبين الطاهرين


السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين

لقد إنهارت أم البنين سلام الله عليها من الحزن ثلاثاً وفي أخراها كانت بها منيتها ، فالانهيار الأول في رمضان عندما سمعت بنبأ مقتل أمير المؤمنين عليه السلام وضربه بسيف على هامته وفي محرابه وهو مقيم الصلاة ، هنا إنهارت سلام الله عليها من البكاء والنحيب ، هذا الإنهيار تبعه انهيار ثان بعد مدة من الزمان و في زمن معاوية بن أبي سفيان عليه لعائن الله ، حينما قتل الإمام الحسن عليه السلام بالسم ، هذا الذي رعته بيدها وخدمته بروحها رأت جنازته تضرب في زمانها فأنهارت أم البنين عليها السلام لمصاب السبط الحسن ومقتله .

وآخر الإنهيارات التي ألمت بها هو ما دون في الكتب ، ومن واعية الحسين " بشر بن حذلم " كان هذا الإنهيار عندما أخبرها بمقتل الحسين عليه السلام في كربلاء وقطع رأسه بالسيف وسبي بنات النبي (ص) ، هنا انهارت أم البنين الإنهيار الأخير واسقطت طفل العباس الذي كانت تحمله وسقطت هي على الأرض مغشياً عليها ، وما بقيت بعد هذا الإنهيار من الزمن إلا اليسير من الأشهر والأيام .


فسلام الله عليك يا من عاصرتي الهجرتين ، هجرة أمير المؤمنين للكوفة ، والهجرة التي قتل فيها الحسين فكم من الجرح تحملتني يا مولاتي ، وكم المعاناة كابدتي ، وكم من الأحزان عاشرتي ، وكم من الليل سهرتي ، وكم من دموع سكبتي ، في كوكبة من خير الأبناء والأولياء فقدتي فأنت المعزاة يا خير معزية لفاطمة الزهراء (ع) ، تجولين في المدينة النبي (ص) بالبكاء على مقتل سيد شباب أهل الجنة ..

فهنا أقامت ام البنين مأتم ..
وهناك حضرت مأتم للحسين وعزت
وهنا ندبت الحسين وأبكت ..


ولكي في كل شبر بالمدينة طه جرح في أحشائنا يتجدد ، فما واريتي الثرى ، إلا وحزن الحسين معك يدفن ، وعلى الدنيا يدوم ويتجدد .


والسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين


وصل اللهم على محمد وآله الطيبين الطاهرين