اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد
لكي نتوفر على حالات الخشوع والانصهار والذوبان مع القرآن نحتاج إلى مجموعة من «الاستعدادات»... من هذه الاستعدادات:
(1) طهارة القلب ونقاؤه وصفاؤه:
فالقلوب الملوثة تصاب بالتكلس والقسوة والجمود، وتصاب بالغبش والعمه والرين،فتموت في داخلها إشراقات النور الربّانيّ، وتتعتم الرؤية، وتتيه البصيرة، وعندهاهذه القلوب لا تملك القدرة لتنفتح على كلام الله تعالى، ولا تملك القدرة لتخشع بين يديكتاب الله عز وجل...
أما القلوب الطاهرة النقيّة الصافية فهي مهيئة لتعيش «العروجالروحيّ» مع آيات الله عز وجل، وهي مهيئة للانفتاح على كلام الله تعالى، وهي مهيئة للخشوعوالانصهار والذوبان مع القرآن العظيم..
(2) حضور القلب:
القلوب الغافلةلا تسمع كلام الله تعالى، و لا تنفتح على كتاب الله تعالى، ولا تخشع لذكر الله تعالى، ثم إنّ القلوبالغافلة لا ينظر إليها الله سبحانه، ولا تشملها فيوضاته ورحماته وعطاءاتهالربّانيّة، هذه هي القلوب المقلوبة كما جاء الحديث:
* قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اقرأواالقرآن بألحان العرب وأصواتها، وإيّاكم ولحون أهل الفسق والكبائر، فإنّه سيجيء بعديأقوام يرجّعون القرآن ترجيع الغناء والنوح والرّهبانية لا يجوز تراقيهم، قلوبهممقلوبة وقلوب من يعجبه شأنهم».
(3) اجتناب الأكل الحرام:
أكلالحرام له آثاره الكبيرة على القلب، فلقمة حرام أو شربة حرام تعمل عملها الخطير علىالقلب وعلى الروح: يصاب القلب بالظلمة والاسوداد، وتصاب الروح بالجفاف والركودوالجمود، وعندها يموت «الخشوع»في داخل الإنسان...
* «من أكــل الحرام اسودّقلبه، وضعفت نفسه وقلّت عبادته ولم تستجب دعوته».
فلكي لا نحرم الخشوع في الصلاةوالدعاء والتلاوة فلنحذر كل الحذر «أكل الحرام» أو «المشتبه بالحرام».
(4) الإقلاع عن المعاصيوالذنوب:
من أخطر الأسباب التي تصادر الروحانيّة والخشوعوالانصهار والذوبان مع الصلاة والدعاء والتلاوة «ارتكاب المعاصي والذنوب».
* جاءفي الحديث: «كيف يجد لذة العبادة من لا يصوم عن الهوى».
* وجاء في حديث آخر: «ماجفّت الدموع إلا لقسوة القلوب، وما قست القلوب إلا لكثرة الذّنوب».
فإذا كنا نطمع في لقاء روحاني خاشع مع «كتاب الله»فلنطهر أنفسنا من المعاصي والآثام، ولنبتعد كل الابتعاد عن المخالفة والعصيان، ولنحذر الذنوب في السر والعلن.