لقي ما لا يقل عن 12 عراقياً مصرعهم وأصيب 37 آخرون، الأربعاء، في انفجار سيارة مفخخة بأحد الأسواق المزدحمة في العاصمة بغداد وفقاً لما أعلنه مسؤولون في وزارة الداخلية العراقية.
وكشف المسؤولون أن الحادث وقع في سوق مزدحم خلال ساعات الصباح في حي الدورة بالعاصمة بغداد.
وفي وقت لاحق، عثر على سيارة أخرى مفخخة في المنطقة وتم إبطال مفعولها.
وكان السوق نفسه قد تعرض لتفجير مزدوج الشهر الماضي، في اليوم ذاته الذي شهد انفجار سبع سيارات مفخخة.
وبذلك تتواصل سلسلة التردي الأمني التي شهدها العراق مؤخراً، وأسفرت عن مقتل المئات، وخصوصاً في شهر إبريل/نيسان الماضي.
ويأتي هذا التفجير الأخير بعد أيام قليلة على تأكيد الحكومة العراقية تمسكها بموعد انسحاب القوات الأمريكية من البلاد في يونيو/حزيران وفق الاتفاقية الثنائية بين الجانبين، واستبعدت تمديد بقاء تلك القوات رغم المخاوف من تجدد موجة العنف.
فقد قال الناطق باسم الحكومة العراقية، علي الدباغ، الأحد إن بلاده تتوقع أن تناط المسؤوليات الأمنية في كافة أنحاء البلاد، إلى قوات الأمن العراقي، بعد مغادرة القوات الأمريكية، وأنها لا تخطط لطلب تمديد بقائها.
وأضاف الدباغ، في بيان، أن العراق ملتزم بجدول الانسحاب في المعاهدة، التي دخلت حيز التنفيذ منذ مطلع يناير/كانون الثاني، بما في ذلك سحب القوات الأمريكية المقاتلة، من كافة المدن والبلدات، بحلول نهاية يونيو/حزيران والانسحاب الكامل بحلول نهاية عام 2011.
وأثار تصاعد العنف والهجمات الدموية مخاوف من انتكاس التقدم السياسي والعسكري، اللذين ساهما في قمع العنف الطائفي الدموي، وعودته مجدداً مع مغادرة القوات الأمريكية.
وهذا هو الهجوم الثالث الكبير الذي يحدث في العراق خلال الأيام الستة الأولى من شهر مايو/أيار الجاري.
فالاثنين، لقي أربعة أشخاص مصرعهم في تفجيرين متتاليين شرقي العاصمة بغداد، الاثنين، فيما أوقعت تفجيرات أخرى السبت، ثمانية قتلى، بينهم ستة عراقيين وجنديين أمريكيين، في الموصل، شمالي العراق.
ويعتبر شهر إبريل/نيسان أكثر الشهور دموية بالنسبة للقتلى من المدنيين العراقيين، فقد قتل قرابة 290 شخصاً، مقارنة بـ185 قتلوا في الشهر السابق، إلى جانب 80 زائراً إيرانياً كانوا يقومون بزيارة الأماكن المقدسة للشيعة في العراق، بحسب إحصائيات وزارة الداخلية العراقية.
كذلك يعتبر شهر إبريل/نيسان الماضي الأكثر دموية للقوات الأمريكية، إذ وفقاً لإحصائية CNN فقد قتل 18 جندياً أمريكياً، منهم 16 جندياً سقطوا خلال عمليات عسكرية ضد مسلحين، مقابل تسعة فقط سقطوا في مارس/آذار الماضي.