منتدى مجنون الحسين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى مجنون الحسين


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 أخلاق أهل البيت عليهم السلام في مقاييس الحب

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عاشق الصدرين
مراقب عام
مراقب عام



عدد الرسائل : 1385
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 14/10/2008

أخلاق أهل البيت عليهم السلام في مقاييس الحب Empty
مُساهمةموضوع: أخلاق أهل البيت عليهم السلام في مقاييس الحب   أخلاق أهل البيت عليهم السلام في مقاييس الحب I_icon_minitimeالثلاثاء 14 أبريل - 16:40

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين

الصفحة 447

مقاييس الحبّ
وقد تلتبس مظاهر الحبّ في الأخلاّء خاصّة والناس عامّة ، وتخفى سماته وعلائمه ، ويغدو المرء آنذاك في شكٍّ وارتياب مِن ودّهم أو قلاهم ، وقد وضع أهلُ البيت ( عليهم السلام ) مقاييس نفسيّة تستكشف دخائل الحبِّ والبُغض في النفوس وتجلو أسرارها الخفيّة .
قال الراوي : سمِعت رجُلاً يسأل أبا عبد اللّه ( عليه السلام ) فقال :
الرجل يقول أودّك ، فكيف أعلم أنّه يودّني ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( امتحن قلبك ، فإنْ كنت تودّه فإنّه يودّك )(1) .
وقال ( عليه السلام ) في موطنٍ آخر : ( انظر قلبك ، فإنْ أنكر صاحبك ، فاعلم أنّه أحدث )(2) يعني قد أحدَث ما يُوجب النفرة وضعف المودّة .
وعن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال :
( لمّا احتضر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) جمع بنيه ، حسناً وحُسيناً وابن الحنفيّة والأصاغر فوصّاهم ، وكان في آخر وصيّته : - يا بنيّ ، عاشروا الناس عشرة ، إنْ غبتم حنّوا إليكم ، وإنْ فقدتم بكوا عليكم ، يا بنيَّ ، إنّ القُلوب جنودٌ مجنّدة تتلاحظ بالمودّة ، وتتناجى بها ، وكذلك هي في البغض ،
_____________________
(1) الوافي ج 3 ص 106 عن الكافي .
(2) الوافي ج 3 ص 106 عن الكافي .
الصفحة 448
فإذا أحببتم الرجل مِن غير خيرٍ سبَقَ منه إليكم فارجوه ، وإذا أبغضتم الرجل مِن غير سوءٍ سبَق منه إليكم فاحذروه )(1) .
الصداقة بين المدّ والجزر :
اختلف العقلاء في أيّهما أرجح وأفضل ، الإكثار مِن الأصدقاء أو الإقلال منهم .
ففضّل بعضهم الإكثار منهم والتوفّر عليهم ، لما يؤمل فيهم مِن جمال المؤانسة وحُسن المؤازرة والتأييد .
ورجّح آخرون الإقلال منهم ، لِما ينجم عن استكثارهم مِن ضروب المشاكل المؤديّة إلى التباغض والعِداء ، كما قال ابن الرومي :



عـدوّك مِن صديقِك iiمستفادٌ فلا تستكثرنَّ مِن iiالصحاب
فـإنّ الـداء أكـثر ما تراه يكون مِن الطعام أو الشراب
والحقّ أنّ قِيَم الأصدقاء ليست منوطة بالقلّة أو الكثرة ، وإنّما هي فيما يتحلّون به من صِفات النُّبل والإخلاص والوفاء ، التي لا تجتمع إلاّ في المثاليّين منهم ، وهُم فئةٌ قليلةٌ نادرةٌ تتألّق في دنيا الأصدقاء تألّق اللآليّ بين الحصا .
_____________________
(1) البحار كتاب العشرة ص 46 عن أمالي الشيخ أبي عليّ ابن الشيخ الطوسي .
الصفحة 449
وصديقٌ مخلصٌ وفيٌّ خيرٌ من ألفِ صديقٍ عديمِ الإخلاص والوفاء ، كما قال الإسكندر : المُستكثر مِن الإخوان مِن غير اختيارٍ كالمستوفر مِن الحِجارةِ ، والمقلّ مِن الإخوان المتخيّر لهم كالذي يتخيّر الجوهر .
حقوق الأصدقاء :
وبعد أنْ أوضح أهلُ البيت ( عليهم السلام ) فضل الأصدقاء الأوفياء ، رسَموا لهم سياسةً وآداباً وقرّروا حقوق بعضهم على بعض ، ليوثقوا أواصر الصداقة بين المؤمنين ، ومِن ثمّ لتكون باعثاً على تعاطفهم وتساندهم . وإليك طرَفاً مِن تلك الحقوق :
1 - الرعاية الماديّة :
قد يقَع الصديق في أزمةٍ اقتصاديّة خانقة ، ويُعاني مرارة الفاقة والحِرمان ويغدو بأمَسّ الحاجة إلى النجدة والرعاية الماديّة ، فمَن حقه على أصدقائه النُّبلاء أنْ ينبروا لإسعافه ، والتخفيف من أزمته بما تجود به أريحيّتهم وسخاؤهم ، وذلك مِن ألزم حقوق الأصدقاء وأبرَز سمات النبل والوفاء فيهم ، وقد مدح اللّه أقواما تحلّوا بالإيثار وحُسن المواساة فقال تعالى : ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ )( الحشر : 9 ) .
وقال الإمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) لرجل من خاصّته :
الصفحة 450
( يا عاصم ، كيف انتم في التواصل والتواسي ؟)
قلتُ : على أفضل ما كان عليه أحد .
قال ( عليه السلام ) : ( أَ يأتي أحدُكم إلى دُكان أخيه أو منزله ، عِند الضائقة ، فيستخرج كيسه ويأخذ ما يحتاج إليه ، فلا ينكر عليه ؟ ) قال : لا .
قال ( عليه السلام ) : ( فلستم على ما أحب في التواصل )(1) .
وعن أبي إسماعيل قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : جُعلتُ فداك ، إنّ الشيعة عندنا كثير ، فقال ( عليه السلام ) :
( فهل يعطف الغنيُّ على الفقير؟ وهل يتَجاوز المُحسِن عن المُسيء ؟ ويتواسون ) . فقلت : لا .
فقال ( عليه السلام ) : ( ليس هؤلاء شيعة ، الشيعة مَن يفعل هذا )(2) .
وقال أبو تمّام :


أولـى الـبريّة حـقّاً أنْ iiتراعيه عند السرور الذي آساك في الحُزن
إنّ الـكرام إذا مـا أسهلوا ذكروا مَـن كان يألفَهم في المنزل الخشن
وقال الواقدي :
كان لي صديقان : أحدهما هاشمي ، وكنّا كنفسٍ واحدة ، فنالتني ضيقةٌ شديدة وحضَر العيد ، فقالت امرأتي : أمّا نحن في أنفسنا فنصبر على البؤس والشدّة ، وأمّا صبياننا هؤلاء فقد قطّعوا قلبي رحمةً لهم ،
_____________________
(1) البحار كتاب العشرة ص 46 عن كتاب قضاء الحقوق للصوري .
(2) البحار كتاب العشرة ص 71 عن الكافي .


عدل سابقا من قبل عاشق الصدرين في الثلاثاء 14 أبريل - 16:46 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق الصدرين
مراقب عام
مراقب عام



عدد الرسائل : 1385
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 14/10/2008

أخلاق أهل البيت عليهم السلام في مقاييس الحب Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخلاق أهل البيت عليهم السلام في مقاييس الحب   أخلاق أهل البيت عليهم السلام في مقاييس الحب I_icon_minitimeالثلاثاء 14 أبريل - 16:42

تبع

الصفحة 451
لأنّهم يرَون صبيان الجيران وقد تزيّنوا في عيدهم ، وأصلحوا ثيابهم ، وهُم على هذه الحال مِن الثياب الرثّة ! فلو احتلت بشيءٍ تصرفه في كسوتهم! فكتبت إلى صديقي الهاشمي أسأله التوسعة عليّ ، فوجّه إليّ كيساً مختوماً ، ذكر إنّ فيه ألف درهم ، فما استقرّ قراري حتّى كتب إلي الصديق الآخر يشكو مثل ما شكوت إلى صاحبي ، فوجّهت إليه الكيس بحاله ، وخرجت إلى المسجد فأقمت فيه ليلي مُستحياً مِن امرأتي .
فلمّا دخلت عليها استحسنت ما كان منّي ، ولم تعنّفني عليه .
فبينما أنا كذلك إذ وافى صديقي الهاشمي ومعه الكيس كهيئته ، فقال لي : أصدقني عمّا فعلته فيما وجهّت إليك ؟
فعرّفته الخبَر على وجهه ، فقال : إنّك وجّهت إليّ وما أملك على الأرض إلاّ ما بعثت به إليك ، وكتبتُ إلى صديقنا اسأله المواساة فوجّه إليّ بكيسي! فتواسينا الآلاف أثلاثاً !
ثمّ نمي الخبَر إلى المأمون فدعاني ، فشرحت له الخبر ، فأمر لنا بسبعة آلاف دينار ، لكلِّ واحدٍ ألفا دينار وللمرأة ألف دينار!(1) .
2 - الرعاية الأدبيّة :
وهكذا تنتاب الصديق ضروب الشدائد والأرزاء ما تسبّب إرهاقه وبلبلة حياته ، ويغدو آنذاك مفتقراً إلى النجدة والمساندة لإغاثته وتفريج كربه .
_____________________
(1) قصص العرب ج 1 ص 290 .

الصفحة 452
فحقيقٌ على أصدقائه الأوفياء أنْ يسارعوا إلى نصرته والذبِّ عنه ، لساناً وجاهاً ، لإنقاذه مِن أعاصير الشدائد والأزَمات ، ومواساته في ظرفه الحالك .
هذا هو مقياس الحبّ الصادق والعلاّمة الفارقة بين الصديق المُخلص مِن المزيّف .
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( لا يكون الصديق صديقاً ، حتّى يحفظ أخاه في ثلاث : في نكبته ، وغيبته ، ووفاته )(1) .
وقال الشريف الرضي :
يعرّفك الإخوانُ كلٌّ بنفسه وخيرُ أخٍ مَن عرّفتك الشدائد

* * *
3 - المداراة :
والأصدقاء مهما حسُنت أخلاقهم ، وقويت علائق الودّ بينهم فإنّهم عرضة للخطأ والتقصير ، لعدَم عصمتهم عن ذلك . فإذا ما بدرت مِن أحدهم هناةٌ وهفوةٌ في قولٍ أو فعلٍ ، كخُلفِ وعد ، أو كلمةٍ جارحة أو تخلّف عن مواساة في فرح أو حزن ونحو ذلك مِن صوَر التقصير .
فعلى الصديق إذا ما كان واثقاً بحبّهم وإخلاصهم ، أنْ يتغاضى عن إساءتهم
_____________________
(1) نهج البلاغة.

الصفحة 453
ويصفح عن زلَلهم حِرصاً على صداقتهم واستبقاءً لودّهم ، إذ المُبالغة في نقدهم وملاحاتهم ، باعثة على نفرتهم والحِرمان منهم .

ومَن ذا الذي ترضى سجاياه كلّها كفى المرءُ نُبلاً أنْ تُعدّ معائبه
انظر كيف يوصي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ابنه الحسن ( عليه السلام ) بمداراة الصديق المُخلص والتسامح معه والحفاظ عليه :
( احمل نفسك مِن أخيك عند صرفه على الصلة ، وعند صدوده على اللطف والمقاربة ، وعند جموده على البذل ، وعند تباعده على الدنو ، وعند شدّته على اللين ، وعند جرمه على العذر ، حتّى كأنّك له عبد ، وكأنّه ذو نعمةٍ عليك .
وإيّاك أنْ تضَع ذلك في غير موضعه أو تفعله بغير أهله ، لا تتخذنّ عدوَّ صديقِك صديقاً فتعادي صديقك ، وامحض أخاك النصيحة حسنةً كانت أو قبيحة ، وتجرّع الغيظ ؛ فإنّي لم أرَ جرعةً أحلى منها عاقبةً ولا ألذُّ مغبّة ، ولِن لِمَن غالَظك فإنّه يُوشك أنْ يلين لك ، وخُذ على عدوّك بالفضل فإنّه أحلى الظَفَرين ، وإنْ أردت قطيعة أخيك فاستبقِ له مِن نفسِك بقيّةً ترجع إليها إنْ بدا له ذلك يوماً ما ، ومَن ظنَّ بك خيراً فصدّق ظنّه ، ولا تضيّعنّ حقّ أخيك اتّكالاً على ما بينك وبينه ؛ فإنّه ليس لكَ بأخٍ مَن أضعت حقّه )(1) .
وقال الإمام الحسن ( عليه السلام ) لبعض ولده :
( يا بُنَيّ ، لا تؤاخِ أحداً حتّى تعرف موارده ومصادره ، فإذا استبطنت
_____________________
(1) نهج البلاغة. في وصيّته لابنه الحسن ( عليه السلام ) .

الصفحة 454
الخبرة ، ورضيت العِشرة ، فآخه على إقالة العثرة ، والمواساة في العشرة )(1) .
وقال أبو فراس الحمداني :


لـم أُواخذك بالجفاء iiلأنّي واثقٌ منك بالوداد الصريح
فـجميل العدوّ غير iiجميل وقبيح الصديق غير iiقبيح
وقال بشّار بن بُرد :
إذا كُـنت فـي كـلّ الأُمور iiمعاتباً صـديقك لـم تـلقَ الذي لا iiتعاتبه
فـعِش واحـداً أو صِل أخاك iiفإنّه مـقـارفُ ذنـبٍ مـرّة ومـجانبه
إذا أنتَ لم تشرَب مِراراً على القذى ظـمِئت وأي الناس تصفو iiمشاربه
وقال أبو العلاء المعرّي :
مَن عاشَ غير مداج مَن يعاشره أسـاء عِشرة أصحابٍ وأخدان
كـم صاحبٍ يتمنّى لو نُعيتَ له وإنْ تـشكّيت راعاني iiوفدّاني
ومِن أروع صوَر مداراة الأصدقاء وأجملها وقْعاً في النفوس : الإغضاء عن إساءتهم والصفْح عن مسيئهم .
ولذلك مظاهرٌ وأساليبٌ رائعة :
1 - أنْ يتناسى الصديق الإساءة ويتجاهلها ثقةً بصديقه ، وحسن ظنٍّ به ، واعتزازاً بإخائه ، وهذا ما يبعث المُسيء على إكبار صديقه وودّه والحِرص على صداقته .
2 - أنْ يتقبل معذرة صديقه عند اعتذاره منه ، دونما تشدّد أو تعنّت في قبولها ، فذلك مِن سِمات كرم الأخلاق وطهارة الضمير والوجدان .
_____________________
(1) تُحف العقول .

الصفحة 455
3 - أنْ يستميل صديقه بالعتاب العاطفي الرقيق ، استجلاباً لودّه ، فترك العتاب قد يُشعر بإغفاله وعدم الاكتراث به ، أو يُوهمه بحنق الصديق عليه وإضمار الكيد له .
ولكنّ العتاب لا يجدي نفعاً ولا يستميل الصديق ، إلاّ إذا كان عاطفيّاً رقيقاً كاشفاً عن حبِّ العاتب ورغبته في استعطاف صديقه واستدامة ودّه ، إذ العشرة فيه والإفراط منه يُحدّثان ردّ فعلٍ سيّئ يُضاعف نفار الصديق ويفصم عُرى الودِّ والإخاء .
لذلك حثّت الشريعة الإسلامية على الصفح والتسامح عن المسيء ، وحسن مداراة الأصدقاء خاصّة ، والناس عامّة .
قال تعالى : ( وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ )( آل عمران : 159 ) .
وقال سُبحانه : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ )( حم السجدة : 34 - 35 ) .
وعن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : أمرني ربّي بمداراة الناس ، كما أمَرني بأداء الفرائض )(1) .
وقال ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ( أعقَل الناس أشدُّهم مداراةً للناس )(2) .
_____________________
(1) الوافي . ج 3 ص 86 عن الكافي .
(2) معاني الأخبار للصدوق .

الصفحة 456
والجدير بالذكر أنّ مِن أقوى عوامل ازدهار الصداقة وتوثيق أواصر الحبّ والإخلاص بين الأصدقاء ، هو أنْ يتفادى كلٌّ منهم جهده عن تصديق النمّامين والوشاة المُغرَمين بغرس بذور البغضاء والفرقة بين الأحباب وتفريق شملهم ، وفصم عُرى الإخاء بينهم . وهؤلاء هُم شرار الخلْق كما وصَفَهم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) حيث قال : ( ألا أُنبئكم بشراركم ؟ ) .
قالوا : بلى يا رسول اللّه . قال : ( المشّاؤون بالنميمة ، المُفرّقون بين الأحبّة ، الباغون للبراء المعايب )(1) .
* * *
الاعتدال في حبّ الصديق والثقة به :
ومِن الحكمة أنْ يكون العاقل معتدلاً في محبّة الأصدقاء والثقة بهم والركون إليهم دون إسرافٍ أو مغالاة ، فلا يصحّ الإفراط في الاطمئنان إليهم واطلاعهم على ما يخشى إفشاءه من إسراره وخفاياه .
فقد يرتدّ الصديق ويغدو عدوّاً لدوداً ، فيكون آنذاك أشدّ خطَراً وأعظم ضرَراً مِن الخصوم والأعداء .
وقد حذّرت وصايا أهل البيت ( عليهم السلام ) وأقوال الحكماء والأدباء ، نظماً ونثراً مِن ذلك :
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( أحبب حبيبك هوناً ما ، عسى أنْ
_____________________
(1) البحار كتاب العشرة ص 191 عن الكافي .

الصفحة 457
يكون بغيضك يوماً ما ، وابغض بغيضك هوناً ما ، عسى أنْ يكون حبيبك يوماً ما )(1) .
وقال الصادق ( عليه السلام ) لبعض أصحابه :
( لا تُطلِع صديقك مِن سرِّك ، إلاّ على ما لو اطّلع عليه عدوّك لم يضرّك فإنّ الصديق قد يكون عدوّك يوماً ما )(2) .
قال المعرّي :


خف مَن تودّ كما تخاف iiمعادياً وتـمارَ فـيمَن ليس فيه iiتمار
فالرزء يبعثه القريب وما درى مـضرٌّ بـما تجنى يدا iiأنمار
وقال أبو العتاهية :
ليَخلُ امرؤٌ دون الثقات بنفسه فما كلّ موثوق ناصح الحبّ
* * *
_____________________
(1) نهج البلاغة .
(2) البحار ، كتاب العشرة ص 39 عن أمالي الصدوق .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمد
المدير العام للمنتدى
المدير العام للمنتدى
احمد


عدد الرسائل : 1580
تاريخ التسجيل : 05/09/2008

أخلاق أهل البيت عليهم السلام في مقاييس الحب Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخلاق أهل البيت عليهم السلام في مقاييس الحب   أخلاق أهل البيت عليهم السلام في مقاييس الحب I_icon_minitimeالخميس 16 أبريل - 23:31

موفق لكل خير اخي الغالي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق الصدرين
مراقب عام
مراقب عام



عدد الرسائل : 1385
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 14/10/2008

أخلاق أهل البيت عليهم السلام في مقاييس الحب Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخلاق أهل البيت عليهم السلام في مقاييس الحب   أخلاق أهل البيت عليهم السلام في مقاييس الحب I_icon_minitimeالخميس 16 أبريل - 23:45


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن اعد اهم الى يوم الدين

مشكور كل الشكر اخي الغالي احمد على مرورك الكريم
وجزاك الله الف الف الف خير

تحياتي عاشق الصدرين

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أخلاق أهل البيت عليهم السلام في مقاييس الحب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مجنون الحسين :: المنتدى الاسلامي :: ( أهل بيت العصمة صلوات الله وسلامه عليهم )-
انتقل الى: