اسمه ونسبه :
الشيخ الدكتور أحمد بن حسّون بن سعيد الليثي الوائلي .
ولادته :
ولد الشيخ الوائلي في السابع عشر من ربيع الأوّل 1347 هـ بمدينة النجف الأشرف .
دراسته :
واصل دراسته بجدٍّ واجتهاد في المدارس الرسمية ، ثم التحق بكلّية الفقه وتخرّج منها ، وانتقل إلى بغداد لمواصلة دراسته في معهد العلوم الإسلامية ، ونال منه شهادة الماجستير .
ثم سافر إلى القاهرة وحصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الإسلامية ، وهو مع جميع هذه المراحل الدراسية الشاقّة كان يصعد أعواد المنابر للتوجيه والإرشاد والدعوة .
ويساهم في المؤتمرات والمهرجانات الأدبية ، ويشنف الأسماع بأدبه الجَمِّ ، وقريحته الوقّادة ، وشاعريته الحية ، التي تهز النفوس وتطرب المشاعر .
وأقام في السنين الأخيرة في الشام لدوافع سياسية ، واستمر في التأليف والتصنيف والبحث .
أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ الشيخ محمّد تقي الإيرواني .
2ـ الشيخ محمّد رضا المظفّر .
3ـ الشيخ علي كاشف الغطاء .
4ـ السيّد حسين مكّي العاملي .
5ـ الشيخ عبد المهدي مطر .
6ـ السيّد محمّد تقي الحكيم .
7ـ الشيخ هادي القرشي .
8ـ الشيخ علي ثامر .
مكانته العلمية :
عالم جليل ، خطيب متكلّم ، شاعر مجيد ، أديب متضلّع ، عُرف بجودة البيان والإطلاع الواسع ، والأسلوب العلمي وعذوبة المنطق ، والتحدّث حسب متطلّبات الظرف ومقتضيات العصر .
براعته في فنِّ الخطابة :
أكثر من نصف قرن تقريباً احتلَّ الشيخ الوائلي مركز الصدارة في الخطابة الحسينية ، فلم يستطع أن ينافسه فيها منافس ، ولم يتمكّن خطباء المنبر الحسيني أن يجاروه في قدراته الخطابية والفكرية والأدبية .
فهو صاحب مدرسة مستقلّة خاصّة في الخطابة ، وذاك أمر لم يتيسّر للكثيرين ، ومدرسته رائدة في منهجها وأسلوبها ، لذلك جاءت متفرّدة في عطاءاتها وأبعادها ، ولأنّ مدرسته كانت كذلك فقد جاء الخطباء من بعده يسيرون على نهجه ، ويقتبسون من شعاع مدرسته ، وليس في ذلك منقصة لهم ، بل هو فخر لهم .
لأنّ مدرسة الوائلي هي المدرسة الحسينية التي انطلقت من إصلاحات المصلح الفذ الشيخ محمّد رضا المظفر ، فلقد استقى من معينها الصافي ، وكان نتاجها الطيب .
والذي مكَّن الشيخ الوائلي من تبوّأ هذه المكانة الرفيعة في عالم الخطابة ، ثلاث عوامل أساسية :
1- تتلمذه على ثلَّة من العلماء الكبار ، أبرزهم الشيخ محمّد رضا المظفر .
2- نشأته في بيئة النجف الأشرف المعروفة بثرائها العلمي والأدبي ، فكان أديباً لامعاً ، وشاعراً مرهفاً ، وكاتباً إسلامياً عقائدياً .
3- تحصيله الأكاديمي العالي الذي جعله يجمع بين الدراسة الحوزوية والدراسة الجامعية الحديثة ، وهذه عوامل يصعب أن تتوفّر في خطيب واحد .
هذا إضافة إلى ملكاته الخطابية ، وشخصيته المبدعة ، التي أَسَّست مدرسة خطابية مستقلّة ، فلم يأت مقلّداً يتتبع خطوات الذين سبقوه ، بل جاء مؤسّساً يتتبعه الآخرون ، وفي كل واحدة من هذه الصفات كان الوائلي متميّزاً ، فهو العالم الديني البارز في المجالس العلمية ومراكز البحث .
وهو الشاعر المجيد الذي غطّت قصائده الكثير من المناسبات والأحداث ، وهو الأستاذ الأكاديمي البارع في تخصّصه .
ثم تأتي الخطابة لتجمع ذلك كلّه ، وتنظّم تلك الملكات في وقت واحد عندما يرتقي المنبر الحسيني ، ليوظف كل ملكاته في خدمة القضية الحسينية .
شعره :
يتميَّز شعره بفخامة الألفاظ ، فهو شاعر محترف مجرِّب ومن الرعيل الأوّل ، أمثال شاعر العرب الجواهري ، والشبيبي ، والشرقي ، وجمال الدين ، والفرطوسي ، فهو يمتاز بالحافظة القوية ، وسرد الأدلّة والحجج لما يطرح ، ومن دون تَلَكُّؤ أو تباطُؤ .
ويغلب على شعره الحماس ، وبثُّ الشكوى ، والجرأة ، والصرخة في مواجهة الباطل ، والدعوة إلى يقظة المسلمين ، لذلك نجده من أحد الشعراء الذين وضعوا شعرهم لخدمة وطنهم وأُمَّتهم .
مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :
1ـ استغلال الأجير وموقف الإسلام منه .
2ـ نحو تفسير علمي للقرآن .
3ـ تجاربي مع المنبر .
4ـ من فقه الجنس .
5ـ أحكام السجون .
6ـ هوية التشيُّع .
7ـ ديوان شعر .
وفاته :
عاد الشيخ الوائلي ( رحمه الله ) إلى أرض العتبات المقدّسة ، بعد فراق دام أكثر من عقدين من الزمن ، لينهي بذلك معاناة الغربة والفراق ، لكن المرض الذي كان يعاني منه لم يهمله طويلاً ، فتوفّي في الرابع عشر من جمادى الأُولى 1424 هـ بمدينة الكاظمية ، ودفن بمدينة النجف الأشرف .