الحمد لله الذي أعطى كلّ شيء خلقه ثم هدى ، ثم الصلاة والسلام على من اختارهم هداةً لعباده ، لا سيما خاتم الأنبياء وسيّد الرسل والأصفياء أبي القاسم المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وعلى آله الميامين النجباء .. واللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين والآخرين الى يوم الدين ..
فقد اتفقت كلمة المسلمين أجمعين على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ... وُلِدَ .. في شهر ربيع الأول سنة 570 م .. وهي السنة التي أهلك الله تعالى فيها أصحاب الفيل الذين أرادوا هدم الكعبة المشرفة .. فسمي بعام الفيل ...
ولكن اختلف المسلمين في تعيين اليوم الذي ولد فيه صلى الله عليه وآله وسلم .. فأهل ( السنة والجماعة ) يقولون بأنه في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول .. وأهل الشيعة الإمامية يقولون بأنه في اليوم السابع عشر من شهر ربيع الأول ...
فإن تحديد تاريخ ولادة الرسول الأعظم .. صلى الله عليه وآله .. لا يشكل مشكلة كبيرة ..
فالإمام الخميني ـ قدس سره .. أعلن باسبوع الوحدة .. لتوحيد المسلمين ... من اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول .. إلى اليوم السابع عشر ..
فبهذه المناسبة المباركة نزف أسمى آيات التهاني والتبريكات ألى مقام صاحب العصر والزمان الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف وسهل مخرجه والى جميع العلماء الكرام وجميع المسلمين في شتى بقاع الأرض وجعلنا الله تعالى من السائرين على نهج محمد وآل محمد الطيبين ،، بمناسبة ذكرى مولد خاتم الأنبياء وسيد المرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله والإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما أفضل الصلاة والسلام
سوف نستعرض 3 نقاط رئيسية بهذه المناسبة المباركة وهي :
1- الأحداث والمعجزات التي حدثت في يوم مولد النبي (ص) .
2- فضل الصلاة على محمد وآل محمد .
3- الوحدة الإسلامية .
فالاحتفال بهذا المولد الكريم هو احتفالٌ بالقيم السامية، وشكرٌ للّه على منّه، وإظهار للحبّ الكامن في النفوس له، وتكريم لمن كرمه اللّه تعالى وأمر بتكريمه واحترامه وحبّه ومودّته..وهو ردّ على من يزعم بأنّ ذلك محرم لكونه بدعة .. فالمسلمون السابقون في العصور الاِسلامية الاَُولى احتفلوا بذكرى مولد النبي (ص) وذلك بإنشاد القصائد الرائعة في مدحه، وذكر خصاله ومكارم أخلاقه وإظهار السرور والفرح، والشكر للّه تعالى بلطفه وتفضّله به (ص) على البشرية.
ولذا كان لابدّ من أداء هذا الاحتفال في كلّ وقت وزمان، في حياته وبعد مماته صلى الله عليه وآله وسلم ..
أعمال يوم ميلاد الرسول الأعظم :
اليوم السّابع عشر :ميلاد خاتم الانبياء محمّد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على المشهور بين الاماميّة والمعروف انّ ولادته كانت في مكّة المعظّمة في بيته عند طلوع الفجر من يوم الجمعة في عام الفيل في عهد انوشيروان العادل وفي هذا اليوم الشّريف أيضاً في سنة ثلاث وثمانين ولد الامام جعفر الصّادق (عليه السلام) فزاده فضلاً وشرفاً والخلاصة انّ هذا اليوم شريف جدّاً وفيه عدّة أعمال :
الاوّل : الغُسل .
الثّاني : الصّوم وله فضل كثير وروي انّ من صامه كتب له صيام سنة وهذا اليوم هو أحد الايّام الاربعة التي خصّت بالصّيام بين أيّام السّنة .
الثّالث : زيارة النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن قُرب أو بُعد .
الرّابع :زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) بما زار به الصّادق (عليه السلام) وعلّمه محمّد بن مُسلم من ألفاظ الزّيارة وستأتي في باب الزّيارات ان شاء الله .
الخامس : أن يصلّي عند ارتفاع النّهار ركعتين يقرأ في كلّ ركعة بعد الحمد سورة اِنّا اَنْزَلناهُ عشر مرّات والتّوحيد عشر مرّات ثمّ يجلس في مُصلاّه ويدعو بالدّعاء اَللّـهُمَّ اَنْتَ حَىٌّ لا تَمُوتُ الخ وهو دعاء مبسوط لم أجده مسنداً الى المعصوم لذلك رأيت أن أتركه رعاية للاختصار فمن شاء فليطلبه من زاد المعاد .
السّادس :أن يعظّم المسلمون هذا اليوم ويتصدّقوا فيه ويعملوا الخير ويسرّوا المؤمنين ويزوروا المشاهد الشّريفة والسّيد في الاقبال قد بسط القول في لزوم تعظيم هذا اليوم وقال : قد وجدت النّصارى وجماعة من المسلمين يعظّمون مولد عيسى (عليه السلام) تعظيماً لا يعظّمون فيه أحداً من العالمين وتعجّبت كيف قنع من يعظم ذلك المُولد من أهل الاسلام كيف يقنعون أن يكون مُولد نبيّهم الذي هو أعظم من كلّ نبيّ دون مُولد واحد من الانبياء
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا كثيرا ...
الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله :
1- الأحداث والمعجزات التي حدثت في يوم مولد النبي (ص) :
ولد النبي صّلى الله عليه وآلِهِ وسلم في عام الفيل (570م) بإتّفاق كتّاب السيرة، ورحل عن الدنيا في (632م) عن 63 عاماً، كما اتّفقوا على أنّه ولد في شهر ربيع الاَوّل، يوم الجمعة السابع عشر منه، عند الشيعة الإمامية ، أمّا السنّة فقد عيّنوا يوم الاِثنين الثاني عشر من الشهر نفسه .
ولمّا كان الشيعة ينقلون أخبار أهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام عنهم، فلابدّ من الاِقرار بأنّ ما ينقله هوَلاء ويكتبونه من تفاصيل تتعلّق بحياة الرسول صلّى الله عليه وآلِهِ وسلم هي أقرب من غيرها إلى الحقيقة، لاَنّها مأخوذة عن أقربائه وأبنائه..
وقد حملت به أُمّه السيدة آمنة بنت وهب في أيّام التشريق من شهر رجب، فإذا اعتبرنا يوم ولادته، 17 من ربيع الاَوّل، فتكون مدّة حملها به ثمانية أشهر وأيّاماً.
وقد وقعت يوم ولادته المباركة أحداث عجيبة ، فقد وُلِد مختوناً مقطوع السرة، وهو يقول: " اللّه أكبر والحمد للّه كثيراً، سبحان اللّه بكرةً وأصيلاً " كما تساقطت الاَصنام في الكعبة على وجوهها، وخرج نورٌ معه أضاء مساحة واسعة من الجزيرة العربية، وانكسر إيوان كسرى، وسقطت أربعة عشر شرفة منه، وانخمدت نار فارس التي كانت تعبد ، وجفت بحيرة ساوة ..
وفي اليوم السابع لمولده المبارك، عقّ عبد المطلب عنه بكبش شكراً للّه تعالى، واحتفل به مع عامة قريش.
وقال عن تسميته النبي الكريم صلّى الله عليه وآلِهِ وسلم محمّداً (صلّى الله عليه وآلِهِ وسلم) وعن سببه: أردت أن يُحمَد في السماء والاَرض.
وكانت أُمّه عليها سلام الله قد سمّته أحمد قبل أن يسمّيه جدّه وكان هذا الاسم نادراً بين العرب فلم يسم به منهم سوى 16 شخصاً، ولذا فإنّه كان من إحدى العلامات الخاصّة به..
وهذه رواية عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام بشأن ولادة النبي محمد صلى الله عليه وآله :
كان إبليس - لعنه الله - يخترق السماوات السبع ، فلما وُلد عيسى عليه السلام حُجب عن ثلاث سماوات ، وكان يخترق أربع سماوات ، فلما وُلد رسول الله - صلّى الله عليه وآله - حُجب عن السبع كلها ، ورميتْ الشياطين بالنجوم ، وقالت قريش :
هذا قيام الساعة الذي كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه ، وقال عمرو بن أمية - وكان من أزجر أهل الجاهلية -: انظروا هذه النجوم التي يُهتدى بها ، ويُعرف بها أزمان الشتاء والصيف ، فإن كان رُمي بها فهو هلاك كل شيء ، وإن كانت ثبتت ورُمي بغيرها فهو أمر حدث.
وأصبحت الأصنام كلها صبيحة ولد النبي - صلّى الله عليه وآله - ليس منها صنمٌ إلا وهو منكبٌّ على وجهه ، وارتجس في تلك الليلة أيوان كسرى ، وسقطت منه أربعة عشر شرفة ، وغاضت بحيرة ساوة ، وفاض وادي السماوة ، وخمدت نيران فارس ، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ، ورأى المؤبذان في تلك الليلة في المنام إبلا صعابا تقود خيلا عرابا ، قد قطعت دجلة ، وانسربت في بلادهم ، وانقصم طاق الملك كسرى من وسطه ، وانخرقت عليه دجلة العوراء ، وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز .
ثم استطار حتى بلغ المشرق ، ولم يبقَ سريرٌ لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوسا ، والملِك مخرساً لا يتكلّم يومه ذلك ، وانتُزع علم الكهنة ، وبطُل سحر السحرة ، ولم تبق كاهنةٌ في العرب إلا حُجبت عن صاحبها ، وعظُمت قريش في العرب ، وسُمّوا آل الله عزّ وجلّ .
(جواهر البحار)
وهدفت هذه الاَحداث الخارقة والعجيبة إلى أمرين موَثرين هما :
1- فهي تدفع الجبابرة والوثنيين إلى التفكير فيما هم فيه من أحوال، فيتساءلون عن الاَسباب التي دعت إلى ذلك لعلهم يعقلون. إذ أنّ تلك الاَحداث كانت في الواقع تبشر بعصر جديد هو عصر انتهاء الوثنية وزوال مظاهر السلطة الشيطانية واندحارها..
2- ومن جهة أُخرى، تبرهن على الشأن العظيم للوليد الجديد، على أنّه ليس عادياً، بل هو كغيره من الاَنبياء العظام الذين رافقت ولادتُهم أمثالَ تلك الحوادث العجيبة والوقائع الغريبة.
2- فضل الصلاة على محمد وآل محمد :
إن الصلاة على النبيّ محمد صلّى الله عليه وآله.. لا تتوقّف لحظةً في العالم .. وهي من مزاياه صلّى الله عليه وآله .. وأيضا هي من نمط الإعجاز..
إنّ الحقّ تبارك وتعالى هو الذي دعا المؤمنين إلى الصلاة عليه ،، بعد أن بدأ بذاته الأحديّة المقدّسة،، وبملائكته كافّة" إنّ اللهَ وملائكتَهُ يُصلّونَ على النبيِّ، يا أيّها الذينَ آمَنوا صَلُّوا عليه وسَلِّموا تَسليماً "
من هنا نجد بأن الله جلّ جلاله هو أوّل المصلّين على حبيبه ونبيّه خاتم النبيين محمّد صلّى الله عليه وآله.. والملائكة بعد ذلك يصلّون.. وما ثَمَّ نجد بأن أكثر الخَلْق الذي خلقه الله تعالى من الملائكة ،، إذ لا يخلو منهم في السماوات موضع قدَم.
وبعد ذلك أمرَ الله سبحانه وتعالى المؤمنين بالصلاة عليه أمرَ وجوب، تشبّهاً بالله تعالى وبملائكته في ملئهم الأعلى..
وعندئذ: تغدو صلاتُنا على النبي محمد صلّى الله عليه وآله تزكيةً لنا،، وتنويراً لقلوبنا،، وطهارةً لحياتنا،، وعروجاً بنا إلى آفاق محمّديّة كريمة عظيمة لا يقوى عليها وصف...
روي ان من صلى على محمد و آل محمد بهذه الصلوات ثلاث مرات صباحا و ثلاث مرات آخر النهار غفرت ذنوبه و أديم سروره و استجيب دعاؤه و وسع في رزقه و أعين على عدوه و رافق في الجنان محمداً (ص) :
" اللهم صل على محمد و آل محمد في الأولين ، و صل على محمد و آل محمد في الآخرين ، و صل على محمد و آل محمد في الملأ الأعلى ، و صل على محمد و آل محمد في المرسلين ، اللهم أعط محمداً الوسيلة و الشرف و الفضيلة و الدرجة الكبيرة ، اللهم إني آمنت بمحمد و آله و لم أره ، فلا تحرمني يوم القيامة رؤيته و ارزقني صحبته و توفّـني على ملته و اسقني من حوضه مشربا رويا سائغا هنيئا لا أظمأ بعده أبدا إنك على كل شيء قدير ، اللهم كما آمنت بمحمد صلى الله عليه و آله و لم أره فأرني في الجنان وجهه ، اللهم بلِّغ روح محمد عني تحية كثيرة و سلاما ".
عن الصادق (ع) أنه قال : من أراد أن يسر محمداً و آل محمد عليهما السلام فليصل بها عليهم .
رئيس المذهب الإمام جعفر الصادق عليه السلام
هو الإمام السادس من أئمة الشيعة الأثنى عشر والمعصوم المحيي من الدين كل طامس ٍ ، وكاشف الحقائق ، وباهر الخلائق ، جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم أفضل الصلاة و السلام ، وقد نُسب إليه الشيعى الأثنى عشرية ، فيقال لهم أيضاً ( الجعفرية ) ..
ولد الإمام الصادق سلام الله عليه في المدينة المنورة يوم الأثنين ، السابع عشر من شهر ربيع الأول ، وهو اليوم الذي وُلد فيه جده النبي (ص) ، وكانت ولادة الإمام (ع) سنة ثلاثة وثمانين من الهجرة النبوية المباركة ، وقيل سنة ثمانين للهجرة والقول الأول أشهر .
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد الصّادِقِ، خازِنِ الْعِلْمِ، الدّاعى اِلَيْكَ بِالْحَقِّ، النُّورِ الْمُبينِ، اَللّـهُمَّ وَكَما جَعَلْتَهُ مَعْدِنَ كَلامِكَ وَوَحْيِكَ وَخازِنَ عِلْمِكَ وَلِسانَ تَوْحيدِكَ، وَوَلِىَّ اَمْرِكَ وَمُسْتَحْفِظَ دينِكَ، فَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَصْفِيائِكَ وَحُجَجِكَ اِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ .
3- الوحدة الإسلامية
من وصايا الإمام الصادق عليه السلام لشيعته :
سأل أحد أصحاب الإمام الصادق (ع) قال: قلت لأبي عبد الله : كيف ينبغي لنا أن نصنع فيما بيننا وبين قومنا ـ وقومهم من السنّة ـ وبيننا وبين من يخالطنا؟ قال : " تؤدون الأمانة إليهم، وتقيمون الشهادة لهم وعليهم، وتعودون مرضاهم، وتشهدون جنائزهم"، بحيث تعيشون معهم كمجتمع واحد.
وعن أسامة بن زيد الشحّام قال: قال لي أبو عبد الله : "اقرأ على من ترى أنه يطيعني منهم ويأخذ بقولي السلام، وأوصيكم بتقوى الله عزّ وجلّ، والورع في دينكم، والاجتهاد لله ـ أن تجتهدوا في طاعة الله ونصرته والدعوة إليه ـ وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وطول السجود، وحُسن الجوار، فبهذا جاء محمد ، أدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم عليها برّاً أو فاجراً، فإن رسول الله كان يأمر بأداء الخيط والمخيط، صلوا عشائرهم، واشهدوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم، وأدّوا حقوقهم، فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدّى الأمانة وحسّن خلقه مع الناس، قيل: هذا جعفري، فيسرني ذلك ويدخل عليّ منه السرور، وقيل: هذا أدب جعفر، وإذا كان على غير ذلك دخل عليّ بلاؤه وعاره وقيل: هذا أدب جعفر، والله لحدّثني أبي أن الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة عليّ فيكون زينها، أدّاهم للأمانة، وأقضاهم للحقوق، وأصدقهم للحديث، إليه وصاياهم وودائعهم، تسأل العشيرة عنه فتقول: مَن مثل فلان، إنه أدّانا للأمانة وأصدقنا للحديث".
وعن "خيثمة" عن أبي عبد الله الصادق أنه قال: "أبلغ موالينا السلام، وأوصهم بتقوى الله والعمل الصالح، وأن يعود صحيحهم مريضهم، وليعد غنيّهم على فقيرهم، وأن يشهد حيّهم جنازة ميّتهم، وأن يتلاقوا في بيوتهم، وأن يتفاوضوا علم الدين، فإن ذلك حياة لأمرنا، رحم الله عبداً أحيا أمرنا ـ وإحياء أمر أهل البيت لا يكون بضرب الرؤوس بالسيوف والظهور بالسلاسل، بل إن إحياء أمرهم هو بإظهار علومهم ومحاسن أخلاقهم وكلامهم ـ وأعلمهم يا خيثمة، أنّه لا يغني عنهم من الله شيئاً إلا العمل الصالح، فإن ولايتنا لا تنال إلا بالورع، وإن أشد الناس عذاباً يوم القيامة من وصف عدلاً ثم خالفه إلى غيره".
وعن "كُثير بن علقمة" قال: قلت لأبي عبد الله : أوصني، قال : "أوصيك بتقوى الله، والورع والعبادة وطول السجود وأداء الأمانة وصدق الحديث وحسن الجوار، فبهذا جاء محمد ، صلوا عشائركم وعودوا مرضاكم واشهدوا جنائزكم، وكونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شيناً، حببونا إلى الناس ولا تبغّضونا إليهم، جرّوا إلينا كل مودة وادفعوا عنّا كل شر".
هؤلاء هم أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام ، ولا بد لنا أن نعمل على أساس أن نكون زيناً لهم وللإسلام في كل أعمالنا وأقوالنا،، ففي ذكرى مولدي النبي محمد صلى الله عليه وآله والإمام الصادق عليه أفضل الصلاة والسلام ،، نريد أن ننطلق لنكون في خط الوحدة الإسلامية لمواجهة التحديات التي لا تبحث عن السنّة أو الشيعة، بل تريد رأس الإسلام، وليس معنى الوحدة الإسلامية أن يصبح السنّي شيعياً والشيعي سنيّاً، بل أن نلتقي في ما نتفق عليه ونتحاور في ما نختلف ..
إذن فالوحدة الإسلامية تتطلب منا نبذ الخلافات الداخلية ونحيطها بسياج قوي يحمينا من غدر الظالمين والناكثين ومن فتن الزمان ،، ونحن أحوج لإرجاع الهدوء والسكينة إلى قلوبنا بتلاحمنا من جديد وبتصفية قلوبنا ونفوسنا لكي نكون بجد مستعدين لأن نتوحد عالميا ..
لنحارب شيطان أنفسنا لكي نصحوا ونجد أنفسنا حينها قادرين بوحدتنا ان نحارب الشيطان الأكبر (أمريكا) وإسرائيل ..
والحمد لله رب العالمين ..وصلى الله على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين ..
أعادها الله على الجميع بألف خير وعافية وسرور ..